بسم الله الرحمن الرحيم
1- وحدة التربية الاعتقادية: 4 - عالمية الإسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· يقصد بعالمية الإسلام شمولية دعوة سيدنا محمد e لكل الناس على اختلاف
أجناسهم وألوانهم واوطانهم ولغاتهم، وأنها صالحة لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة.
· وذلك بخلاف الأنبياء السابقين فقد كانت دعوتهم موجهة إلى أقوامهم دون
غيرهم، يقول الله تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}(الأعراف:59). وهكذا في كثير من الآيات يخاطب
كل نبي قومه بقوله:{يَا قَوْمِ}. أما نبينا محمد e فإنه يخاطب قومه بقوله: {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ}. كما في قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ}(البقرة:21).وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ
بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ}(النساء:170)...وغيرها من الآيات الكريمة.
· ومن الأدلة على عالمية الإسلام قوله تعالى:{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ
عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)}(الفرقان).
· ومما يدل من السنة النبوية على عالمية الإسلام قوله e : «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ
يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِى...(إلى أن قال): وَكَانَ النَّبِىُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ
إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ».(رواه البخاري)
· ومن الأدلة أن النبي e لما رجع من الحديبية أرسل رسائل إلى ملوك زمانه من
العرب والعَجَم يدعوهم إلى الإسلام مثل رسالته إلى هرقل ورسالته إلى
المقوقس...للتسع دائرة الدعوة الإسلامية.
· كما أن واقع المسلمين اليوم يشهد بذلك فقد وسلم كل أنحاء الأرض كما ببشر
بذلك رسول الله e في قوله: « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ، و لا يترك
الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين...»
· ويشهد له كذلك أن حج بيت الله الحرام يحضره في كل سنة عشرات الآلاف
من مختلف دول العالم العربية والعجمية من مشرق الأرض ومغربها، قصدهم واحد
ومعبودهم يؤدون نفس المناسك في نفس الوقت...