السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يعتبر الايثار على النفس فضيلة تتجلى فى حب الغير و تقديمه على النفس .وقد ضرب الانصار اروع الامثلة فى التحلى بهذه الفضيلة . ومن امثلة ذلك ما رواه ابو هريرة ان رجلا ضيفا على رسول الله فلم يجد النبى عليه الصلاة و السلام شيئا عند اهله يطعمه اياه .فتطوع انصارى و ذهب بالضيف الى بيته ."قال لامراته هل عندك شىء قالت : "لا.لا قوت صبيانى قال : فعللييهم بشىء فاذا دخل ضيفنا فاطفئى السراج و اريه انا ناكل فاذا هوى لياكل فقومى الى السراج حتى تطفئيه".فقعدو واكل الضيف" فلما اصبح غدا على النبى صلى الله عليه و سلم فقال : "فقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ".فانزل الله عز و جل "و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة " وقد كان لهدا الايثار اثر كبير فى وحدة المجتمع الاسلامى و تماسكه فى المدينة المنورة. الانانية تمدح الانسان بما ليس فيه اعجابا بنفسه و تكبرا .وحب مفرط للنفس مع عدم اعتبار الغير و تقديره . و لقد اسس الاسلام العلاقات الاجتماعية على مبدا التعاون و التازر مع الابتعاد عن الغلو فى حب النفس و نكران الغير و اقصائه . لان من واجب المسلم الخير لغيره كما يحب لنفسه .و جعل ذلك شرطا لاكتمال الايمان . اما الرفقة السيئة . و مخالطة الاشرار من اكبر العوامل فى انحراف المرء نفسيا و خلقيا . سيما اذا كان ضعيف الايمان . اذ فى هذه الحالة سرعان ما يتاثر بمصاحبة الاشرار .و مرافقة المنحرفين. و يكتسب منهم احط العادات . و اقبح الصفات فينعكس ذلك فسادا على المجتمع. ودمتم فى امان الله عز و جل وحفضه و رعايته