حديث الوصايا الخمس
1 - نص الحديث:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة قلت أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي فعد خمسا وقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب".
الترمذي- أبواب الزهد.باب من اتقى المحارم فهو أعبد الناس).)
2 - من هو الترمذي؟
هو الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي المولود سنة 209هـ والمتوفى سنة 279هـ كان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ والمعرفة ، وبالديانة والورع ، حتى إنه لغلبة الخشية عليه كف بصره آخر عمره ، من كثرة بكائه من خشية الله تعالى.
قال الحافظ أبو سعيد الإدريسي عن الترمذي : أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث ، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب به المثل في الحفظ.
3 - مفهوم الوصية:
مجموعة من النصائح والأحكام تقدم من طرف حكيم ذو خبرة وتجارب.
4 - المستفاد من الحديث:
وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس وصايا شملت العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق لما لها من نفع بالغ الأهمية بالنسبة للإنسان في دنياه وآخرته ، فهي توثق الصلة بينه وبين عامة الناس، وتجعله يحتل منزلة عالية في الدنيا والآخرة، وذلك ب: 1- الابتعاد عن كل ما حرمه الشرع ونهى عنه. 2- وبالرضا بكل ما قسمه الله له من الأرزاق. 3- وبالإحسان إلى جاره، حيث حُرِم المسيء إليه من الدخول إلى الجنة، ولكثرة ما وصى به جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم ظن أن الله سيورثه. 4- محبة المنفعة للناس كما يحبها لنفسه. 5- عدم الإكثار من الضحك لأنه يجعله يغفل عن ذكر الله، وعن التفكر ويقظة الضمير، ويضعف في موضع الجد.
فالمسلم يجب أن يكون تقيا قويا متضامنا يحرص على نصح الآخر، تهمه منفعة أخيه المسلم ومصلحته كما تهمه منفعة ومصلحة نفسه.